قتل 56 مدنيا على الأقل وأصيب المئات جراء الاشتباكات المسلحة التي اندلعت أمس بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش في السودان، حسبما ذكرت لجنة أطباء السودان المركزية.
وعلاوة على القتلى المدنيين، أشارت اللجنة على صفحتها على (فيسبوك) إلى تسجيل 595 مصابا، بينهم جرحى سقطوا في صفوف العسكريين، مبينة أن “العشرات” منهم في حالة حرجة.
وأوضحت اللجنة، وهي منظمة مستقلة مؤيدة للديمقراطية، أن هذه الأعداد سجلت داخل المستشفيات والمراكز الصحية، ومن ثم قد ترتفع بشكل كبير إذ يوجد ضحايا في مناطق معزولة لم تتمكن اللجنة من حصرهم.
كما أشارت إلى سقوط قتلى وضحايا مدنيين لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفيات “بسبب صعوبات التنقل واعتراض سيارات الإسعاف والمسعفين” أثناء الاشتباكات المسلحة.
وأفادت أيضا بأن العاصمة الخرطوم سجلت اكبر عدد من القتلى بواقع 25 قتيلا. بينما تم تسجيل 11 قتيلا في أم درمان و8 آخرين في منطقة بحري.
وقال المصدر إن الاشتباكات التي وقعت في الأقاليم خلفت 25 قتيلا على الأقل بين مدنيين وعسكريين.
وأضافت اللجنة: “إننا نهيب بتغليب صوت العقل والوقف الفوري لإطلاق النار العبثي والذي راح ضحيته أبرياء مدنيون عزّل، ولابد من فتح ممرات آمنة لإجلاء المحتجزين والعالقين والمصابين لإسعافهم”.
طائرة درونز توثق الحالة في #مطار_الخرطوم بعد الهجوم المسلح والاعتداء على الطائرات المدنية والمسافرين وتدمير صالات الوصول والمغادرة#اخبار_طيران ✈️ pic.twitter.com/XplsQTh6Sb
— عشاق عالم الطيران (@AviationWG) April 16, 2023
ووقعت النقطة الحاسمة للصراع بين القوتين المتنافستين في السودان بعد أسابيع من التوتر أمس عندما اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بشن عملية ضد إحدى قواعدها في الخرطوم، فيما أكدت القوات المسلحة أنها نفذتها ردا على هجوم نفذته قوات الدعم السريع سابقا في العاصمة السودانية.
وجرت هذه الاشتباكات بعد يومين فقط من تحذير الجيش من أن البلاد تمر “بوضع خطير” قد يؤدي إلى صراع مسلح، بعد أن “عبأت” قوات الرد السريع وحداتها في العاصمة السودانية ومدن أخرى دون موافقة من الجيش أو تنسيق معه.
تأتي هذه الاشتباكات في خضم المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سياسي نهائي من شأنه أن يضع حدا لانقلاب أكتوبر 2021 ويقود السودان إلى انتقال ديمقراطي، وهو اتفاق تم تأجيل التوقيع عليه مرتين في أفريل الماضي على وجه التحديد بسبب التوترات والتناحر بين الجيش وقوات الدعم السريع.