أكد معهد باستور في بيان له اليوم، أن الجزائر تشهد في هاته الأسابيع الأخيرة موجة ثالثة من كوفيد-19، وهناك عدة عوامل أدت إلى ذلك، أهمها طبيعة الفيروس المنتشر (المتحور دلتا) والتهاون في تدابير الوقاية والتباعد الجسدي.
وفي إطار نشاطات معهد باستور بالجزائر المتمثلة في مراقبة السلالات المتحورة لفيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 2 (SARS-CoV2) عبر التسلسل عالي الإنتاجية للعينات التي ترد إليه من مختلف الولايات أبرزت عدة معطيات:
أظهرت النتائج الأولية خلال الفترة الممتدة من مارس إلى ماي أن المتحور إيتا (B.1.525) الذي كان سائدا في البداية (66.67٪ في مارس) أصبح أقل انتشارا مقارنة بالمتحور ألفا (B.1.1.7) الذي انتشر بسرعة فائقة (64.99٪ في ماي)،
كان المتحور دلتا (B.1.617.2) (voc أو المتحور المثير للقلق) والمعروف بالمعدلات العالية لانتقاله، ذا انتشار طفيف (2 إلى 5٪ في ماي) وكذا المتحور الآخر المسمى بــ بــ «A.27» (voi أو المتحور الواجب التتبع)،
في الواقع، أصبح المتحور دلتا (B.1.617.2) مهيمنا في معظم العينات المرسلة إلى مخابر التسلسل عالي الإنتاجية التابعة لمعهد باستور بالجزائر (الشكلان 2 و3).
وقد انتقلت نسبة هذا المتحور من 6.56٪ إلى أكثر من 91٪ من إجمالي العينات الواردة للتحليل التسلسلي، مما يشهد على الدرجة العالية جدا لانتقال هذا المتحور والتي تتزامن مع الموجة التي تمر بها الجزائر حاليا.
وسيتم عن قريب إعداد خريطة عن انتشار الفيروس.
يحرص معهد باستور بالجزائر على التذكير بالأهمية القصوى للتلقيح ضد كوفيد -19، والتي تعتبر الطريقة الوحيدة لتفادي انتشار الفيروس وظهور سلالات جديدة أكثر خطورة في الأشهر المقبلة؛
وفي انتظار تحقيق نسبة كافية من التلقيح ضد فيروس كرونا، نذكّر في كل مرة بالاحترام الصارم للقواعد الأساسية المنصوص عليها في البروتوكول الصحي (ارتداء الأقنعة الواقية والتباعد الجسدي وغسل اليدين المتكرر) من أجل الحد من انتشار الفيروس.