يعد نجاح المنتخب الوطني لأقل من 20 في كأس العرب المقامة حاليا بالعاصمة المصرية القاهرة، تكرار لنجاح “محاربي الصحراء” في البلد ذاته خلال كأس أمم إفريقيا 2019.
وبلغ “صغار المحاربين” نهائي كأس العرب، حيث سيواجه الثلاثاء المنتخب السعودي، وهذا بعد تجاوزه أمس السبت المنتخب التونسي، بهدفين دون مقابل.
ولم يأت هذا النجاح من فراغ، بل جاء نتيجة للعديد من العوامل التي جعلت زملاء الحارس المتألق نبيل وناس يلفتون أنظار المتابعين بشكل عام، ونجوم المنتخب الأول ومدربهم جمال بلماضي خصوصا.
ومن بين أبرز الأسباب هو ضم المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة أرمادة من اللاعبين المحترفين الواعدين، والذين ينشطون في العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة، يتقدمهم نجم بايرن ميونيخ الألماني، يونس آيت عامر، الذي أبان عن قدرات فنية كبيرة تنبئ بمستقبل واعد، فضلا عن تميزه خلال المباريات التي لعبها في كأس العرب بروحه القتالية العالية والإصرار على الفوز وعدم الاستسلام، بدليل أنه برز دائما خلال الوقت بدل الضائع في المباريات بتسجيل الأهداف التي سمحت له بتعبيد الطريق للنهائي.
كذلك تسلح “صغار المحاربين” بالنتائج التي سجلها المنتخب الأول وبطل إفريقيا عام 2019؛ إذ واصل الأخير هيمنته على الكرة الإفريقية مؤخرا بحصوله على الرقم القياسي لعدد المباريات دون خسارة على التوالي (27 مباراة)، ما حفز أشبال محمد لاسات على تقديم أفضل ما لديهم والتأكيد على علو كعبهم أيضا.
وساهم المدرب جمال بلماضي، في منح لاعبي منتخب الشباب دفعة معنوية كبيرة عندما اجتمع بهم خلال معسكرهم في الجزائر قبل التنقل إلى القاهرة، وحفزهم على تقديم مستويات كبيرة في كأس العرب لأنه سيراقبهم وسيسعى لمنح فرصة لهم مستقبلا مع المنتخب الأول، وهو ما رفع من عزيمة زملاء المتألق بولبينة.
أشبال لاسات لم ينسوا أيضا الرسالة التشجيعية التي وجهها لهم رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، في أول معسكر انتقائي لهم في الجزائر، حيث سجل آنذاك مقطع فيديو شاهده جميع اللاعبين، وكان واحدا من أهم العوامل التي غرست الثقة والإرادة اللتين تسلح بهما “صغار المحاربين” في كأس العرب للشباب 2021.
عامل آخر ساهم في تألق المنتخب الجزائري، هو خروجه من حسابات المتابعين وترشيحات النقاد قبل انطلاق كأس العرب؛ إذ دخل هذه المسابقة في ثوب المنتخب المرشح للخروج بشكل مبكر، ما أعطى زملاء رفيق عمر دافعا قويا للرد على المشككين.