مع وصول هانز فليك، استعاد برشلونة عظمته وبدأت الكلاسيكيات تأخذ طابعًا مثيرًا من جديد.. كانت المباراة الأولى ضد ريال مدريد في عهده مليئة بالإثارة، تميزت بقلة الاحتياطات، وبتدفق سريع للأحداث.
النتيجة عكست الواقع، حيث أثبتت خطته وفريقه تفوقهم على ريال مدريد، الذي بدا أنه فقد توازنه في الدفاع والهجوم. عانى دفاع مدريد أمام تألق روبرت ليفاندوفسكي، بينما وُجد كيليان مبابي محاصرًا في شباك التسلل التي وضعها فليك، وافتقر إلى الدقة في الفرص التي أتيحت له.
كما كان خط وسط الفريق الملكي، خصوصًا بعد دخول فرينكي دي يونغ، يعاني من نقص الإبداع، مما جعل الفريق الكتالوني يتفوق في مجريات اللعب، مما أثر بشكل كبير على أنشيلوتي ومبابي.
جرأة فليك أمام أنشيلوتي
سرعان ما تبيّنت أولى التساؤلات. فليك، المعروف بتكتيكاته الجريئة، قرر نشر خط الدفاع لبرشلونة على بعد 50 مترًا من حارس المرمى إينيكي بينيا. ورغم أن هذا التوجه بدا غريبًا في البداية، إلا أنه نجح بفضل نسبة نجاح الضغط الأول على الممررين وتزامن اللاعبين في الدفاع. فقد نجح الفريق في تقليل المساحات أمام خصومه، ما يضمن عدم حدوث أي خطر على مرماه.
رافينيا يعمق جراح ريال مدريد بهدف رابع#الدوري_الإسباني #كلاسيكو #الكلاسيكو #ريال_مدريد_برشلونه #clasico #elclasico #LaLiga pic.twitter.com/W7IjVVADU9
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) October 26, 2024
في المقابل، كان أنشيلوتي هو أنشيلوتي، المدرب المعروف باحترامه للتراتبية التي وضعها بنفسه. حيث جاء لوكا مودريتش في المركز الثاني عشر كأفضل تقدير. غياب رودريغو أتاح فرصة إدخال لاعب وسط رابع، مما أعطى الفريق كثافة بدنية بوجود ثلاثي قوي في الوسط: تشواميني، وفالفيردي، وكامافينغا، بينما كان بيلينغهام هو الوحيد المبدع في الجانب الأيمن. كان الفريق يهدف لمواجهة الضغط البدني لبرشلونة مع تنظيم دفاعي أعلى من المعتاد لتفادي الخوف من الخصم.
مصيدة التسلل.. محاولة فاشلة من ريال مدريد!
أثبتت المباراة أن مدريد حاول التكيف مع أسلوب لعب برشلونة، لكن تلك المحاولة لم تنجح. بدلاً من ذلك، عانى هجوم “الملكي” من عدم الفعالية، حيث أظهرت الدقائق الأولى من المباراة تكرار سقوط مبابي في التسلل، مع إحساس بأن الفريق الملكي كان أكثر حيوية ووجودًا بالقرب من منطقة جزاء برشلونة.
مع مرور الوقت، بدأ برشلونة يشعر بالراحة، وحقق فليك توازنًا رائعًا في الدفاع دون الحاجة للقول “هذا ما لدينا” كما فعل مدربون سابقون. بحلول الدقيقة 25، أوقف الفريق الملكي عن طريق التسلل سبع مرات، بينما أُلغي هدف ثامن لمبابي بسبب التسلل. على الجانب الآخر، حاول مبابي تسجيل هدف من ركلة مرمى غير دقيقة، بينما سعى فينيسيوس لتسجيل هدف من زاوية ضيقة.
استمر الكلاسيكو في كونه مباراة مفتوحة، حيث تجاوز ريال مدريد معظم مراحل وسط الملعب، بينما اكتفى برشلونة بالتدخل عند الحاجة. كانت السيطرة التقليدية لبرشلونة غائبة، حيث عانى كل من لامين يامال وبيلينغهام في تقديم الأداء المطلوب.
دخول دي يونغ غير مجرى اللعب
مع بداية الشوط الثاني، أدخل فليك فرينكي دي يونغ لتوازن المباراة، مما أدى إلى انخفاض حدة اللعب. بدأ برشلونة في تقليل التوتر في المباراة، بينما تراجع أداء مدريد في الضغط. وكان لهذا التغير تأثير مباشر على النتيجة، حيث سجل ليفاندوفسكي الهدف الأول بعد خطأ دفاعي من ميندي. وبعدها، أضاف هدفًا آخر برأسية سهلة بعد تمريرة من بالدي، مما زاد من حدة التوتر في صفوف مدريد.
عندما بدت الأمور تسير لصالح برشلونة، أهدر ليفاندوفسكي فرصة أخرى، بينما عانى مبابي من الفشل في استغلال فرصه أمام إينيكي بينيا. بلينغهام كان أيضًا بعيدًا عن مستواه، حيث فشل في استغلال فرصة ذهبية. في النهاية، جاءت أهداف لامين يامال ورافينا لتؤكد تفوق برشلونة، بينما يبدو أن ريال مدريد في حالة من الاضطراب.
يبقى أمام مدريد الوقت لتحسين أدائه، لكن السؤال يبقى: هل ستكفيهم الجهود لإعادة اكتشاف مستواهم؟