شرع الفريق المكلف بإعداد مواضيع امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2025، صبيحة الخميس، في فترة عزلة كاملة تدوم 43 يوماً، وذلك في أحد المراكز المحصّنة بالعاصمة، وسط تدابير مشددة لضمان أعلى مستويات السرية والحياد في التحضير لهذا الحدث الوطني البارز.
هذا الإجراء الذي أصبح تقليدًا سنويًا، يأتي ضمن خطة وزارة التربية الوطنية لتأمين العملية التربوية وحماية مصداقية الامتحانات النهائية، حيث يخضع الفريق لعزلة تامة بعيداً عن أي تواصل خارجي، تحت إشراف مباشر من السلطات الأمنية ومرافقة طبية دائمة.
وفي كلمته خلال إعطاء إشارة انطلاق العملية، شدد وزير التربية الوطنية، محمد الصغير سعداوي، على أهمية الدور الذي يضطلع به هذا الفريق، واصفًا المهمة بـ”الوطنية الحساسة التي تتطلب التزامًا وانضباطًا عاليين”، مضيفًا أن الدولة وفرت جميع الظروف التنظيمية والتقنية لإنجاح هذه المرحلة.
ولم يفوّت الوزير الفرصة دون التذكير بدلالات التوقيت، حيث تزامن دخول الفريق في العزلة مع إحياء الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945، مؤكدًا أن هذه المحطة تمثل مناسبة لترسيخ قيم الواجب والمسؤولية، على خطى أبطال الجزائر الذين سطروا أروع صور التضحية.
ويتكوّن الفريق المعني من 41 مفتشًا تربويًا، مدعومين بإطارات طبية وأمنية لضمان راحتهم وسلامتهم طيلة فترة العزل، على أن يستمر عملهم إلى غاية اقتراب موعد الامتحانات في النصف الثاني من جوان المقبل.
وتواصل وزارة التربية تطبيق هذا النظام المغلق سنويًا كإجراء وقائي يحول دون تسرب المواضيع، ويعزز الثقة في مسار البكالوريا باعتباره مفترق طرق حاسم في حياة آلاف التلاميذ عبر الوطن.